أحلى ما في هذه الحياة أن فيها من نحب , صحيح أن في الحياة بشراً يملأون
حياتنا تعاسة ويحرصون علي زرع الطريق بالآلام والمتاعب والشكوك
والإرهاق النفسي, وصحيح أن في الحياة بشراً يفتحون عيونهم مع كل حركة
نقوم بها , وكل سكنة تصدر منا.كل هذا صحيح ....
غير أن الأكثر صحة هو أن الحياة ( رائعة ) تظل ( جميلة )
وأنة ليس"صحيحاً" أن جميع الأحياء متعبون ومزعجون و"حشريون"
ذلك أن من نحب قادرون على امتصاص الكثير من الآلام وتهدئة
أور " التنهدات " بحنان نادر وصدق لا حدود له وتضحية لا مثيل لها...
إن الجمال ينبع ـ في كثير من الأحيان ـ من دواخلنا , من قدرتنا...
على أن نحمي<مشاعرنا> الداخلية من <التلوث> وأن نبعد عنها كل عوامل
التأثير لئلا نمكن للآخرين من حياتنا ومن <التنغيص> علينا ومن <حثو>
التراب في وجــوهنا...
والجمال ـ بهذه الصورة ـ إحساس شفاف , ورقيق...
ولكنه يجب أن يكون واقيا من"رصاص" الغدر , والتشكيك الخارجي لأنه
سياج قوي صلب وغير قابل للاختراق.
كما أن الحب نفسه نفحة زاخرة بالحس الإنساني المتدفق والمستمر تسري في
عروقنا , تدغدغ مشاعرنا , تمتعنا من الداخل وتملأ مشاعرنا حنانا ..
لا حدود ولا وصف له.
والحياة بمن فيها هي مزيج من الحب والكراهية , والوفاء والخداع , الألم والأمل
لكن <<الأحبــة>> يلغون من خارطة مشاعرنا الكثير من المحاذير , ويفتحون
آفاق نفوسنا ومشاعرنا على عوالم رائعة لا تعترف بمفردات الحقد وكراهية
والغدر والخداع والألم , لأن هذه الكلمات لا وجود لها في القاموس "المحبين"
ولأنه لا متسع لديهم للتفكير فيها , أو الانشغال بأزيزها من حولهم...
وهكذا تبدو الحياة بوجه واحد وبلغة واحدة في كل الأزمنة.
▀ ▀ ▀ ▀ ▀ ▀ ▀ ▀
في زحمة الأيام
تغرق مراكب الأحلام
وتصرخ القلوب من الآلام
يغشي العيون الظلام
ويعجز اللسان عن الكلام
نشكو فلا يسمع لنا صوت
نبكي وكأن الدمع صمت
في زحمة الأيام
تغيب عن الإنسان المشاعر
وتغرس في القلوب الأظافر
نبحث عن عواطف البشر
فلا نجد إلا أعاصير تحمل الصخر
نبحث عن الأمان من الطوفان
فلا نجد الا العذاب والطغيان
في زحمة الأيام
يرتحل عنا الحنين
ولا يبقي سوي البكاء والأنين
نقلب صفحات الذكريات
نجوب اقاليم ومحيطات
نهرب من آلامنا والآهات
نهرب من أحزننا والأنات
لكن هيهات نهرب....هيهات
فما هي الا رحلة سويعات
ونعود الى عالم الأموات
حيث افترقنا وحيث تموت الكلمات
نشكو فلا يسمع لنا صوت
نبكي وكأن الدمع صمت!
~
~
~
