تعود العديد منا ان يداوم على
الصوم كل أربعاء وجمعة من صوم الخمسين والبعض الاخر يصوم الخمسين يوماً
منقطعاً عن اللحوم واخرون عن الزفرين إلخ ...
كل واحدٍ يمارس طقوس الصوم على قدر أستطاعته وهذا آمر جيد..
فان نصوم ونصلي وفي مثل هذه الايام آمر محمودٌ باي حال.
وهنا أرغب ان اوضح أمراً قد لا يخفى عن الكثيرين وهو:
لماذا الصوم؟
فنحن غالباً نصوم ونصلي راجين
من الله ان يحل لنا الكثير من مشاكلنا ويسهل لنا امورنا وطبعاً هذا امرٌ
عادي فقد نصح الرب تلاميذه بالصوم والصلاة عندما أستعصَ عليهم شفاء مريض...
ولكن ماذا عن صوم الرب؟
هل صام لغرض اراده لنفسه وهو عالم انه سوف يُصلب في كل الاحوال؟
لقد صام الرب وهو يصلي للاب ان
يغفر لجلاديه ويحاول ان يجد لهم الاعذار قائلاً انهم لا يعرفون ما
يفعلون.. وهذا الصوم ربما يكون قد غاب عن ذهننا..
فان نسألأ الله ان يضع المحبة
في نفوسنا ويغسلها من الاحقاد امر لم نتعود سؤاله... وان نصوم فقط لكي
نشتهي لانفسنا كل شيء فوق غيرنا، وان لا نكره لغيرنا ان يكون جميلا أو
ذكيا أو غنيا أو عفيفا إلخ... وباختصار : ان نحب لغيرنا ما نحب لنفسنا.
وهنا نصل إلى قمة الصوم والصلاة المسيحية الحقة.. وهذا ببساطة ما يريده من غيرنا ولا نسأل انفسنا عنه...
صعب جدا واقصد جدا ان نواجه
ضعفنا. ولكننا عندما نصوم عن الذيذ من الطعام فنحن نتحدى ارادتنا وكذلك
نستطيعه عندما نمتحدى ارادتنا بامور روحية واننا قادرون عليها لو قررنا.
وقد يجد الكثيرين ان التسامح
والطيبة هي كثيراً من الهبل ونوعا من الطوباوية لم يعد موجود في عالمنا.
وقد يكونون على حص، والسبب الوحيد في اختفاء الطيبة الحقة والمسامحة هو
اننا لم نعد نريدها ونرفض التاعمل مع بعضنا بصدق ومودة ونكره لغيرنا ما
نحبه لانفسنا.
فأي طيبة نتحدث عنها ونحن نستهجن حتى ذكرها ولا ننتظر من احد ان يتصرف بها.. وهنا مشكلتنا ليس مع الناس ولا مع انفسنا بل مع الرب.
فهو يريد ان نكون كالاطفال لندخل ملكوت الله.
لذا يجب ان لا يغضب احدنا ان
لم يجد الكثير من الرد على صلاته وصومه لانه ربما لم يحاول ان يكون كالطفل
بحبه لمن حوله وهذا هو كل ما في الامر....
قام المسيح، حقاً قام...
عدل سابقا من قبل ܓܨMeelad_Sdܓܨ في الجمعة أبريل 10, 2009 7:38 pm عدل 1 مرات