كشفت التحقيقات التي أجرتها الشرطة السعودية في محافظة الخبر (لمنطقة الشرقية) عن أن الطفلة السعودية ذات العامين قضت تحت وطأة ضربات والدتها بدعوى طرد الجن الذي تلبس جسدها وتبكي كـ"الوحش".
وكانت الأم (25 عاما) -بحسب المحققين- مارست ألوانًا من التعذيب والضرب في أنحاء متفرقة من جسد طفلتها؛ اعتقادا منها أن هذه الوسيلة كافية لإخراج الجن من جسد الصغيرة "شادن"، لكن الصغيرة لم تتحمل الضرب والحرق وفارقت الحياة، بحسب تقرير أعدته الصحافي سفر العزمان ونشرته صحيفة "الوطن" السعودية الأحد 19-4-2009.
وأظهرت التحقيقات أن أيضًا الأب كان يري تعذيبها وادعاء والدتها له بأن "آخر علاج الطب الشعبي هو الكي"، مشيرًا إلى بعض أنواع التعذيب التي كانت تقوم بها الأم للطفلة بداعي إخراج الجن؛ حيث كانت تأخذ أسياخًا وتضعها بعد تسخينها لدرجة الاحمرار على أجزاء من جسد طفلته بقصد إخراج الجن.
وأدلت الأم للمحققين بأنها كانت ترى طفلتها لدى بكائها عند النوم كالوحش، وأن طفلتها متلبسة بالجن، مما استدعاها إلى اللجوء لشراء جهاز تسجيل وكاسيت يحتوى على بعض من سور القرآن الكريم وتشغيله في الغرفة التي تنام بها، ومن ثم ضرب ابنتها على وجهها وفي أجزاء مختلفة من جسدها طيلة عدة شهور الماضية.
واستجوب فريق التحقيق عددًا من أقارب الوالدين، واتضح أنهم يعانون من "التوهم بتعرضهم لأعمال سحر" وأن المستوى التعليمي ينعدم للأبوين ويعانيان من مرض نفسي.
وقال الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية -العميد يوسف القحطاني-: إن تقرير الطبيب الشرعي للطفلة "شادن " يفيد بتعرضها لكسور في ستة من الأضلاع ونزيف بالمخ وحروق مختلفة في جسدها، وكان الضرب هو السبب الرئيسي في الوفاة.
وأشار القحطاني إلى أن الأم تمت إحالتها إلى دار رعاية الفتيات في محافظة الأحساء لصغر عمرها، في حين تمت إحالة الزوج إلى المصحة النفسية لتلقي العلاج.
وعلق العميد القحطاني -حيال العقوبة الشرعية التي سينالها الأبوان قائلًا-: إن النص الشرعي يقول لا يقاد الأبوان في دم أبنائهم إلا على قتل الغيلة.