اظهرت دراسة سويدية نشرت الاثنين في الولايات المتحدة ان الحجارة
التي يرميها قرد الشمبانزي على زوار حديقة الحيوانات حيث يحتجز، هي عمل
ناجم عن سابق
تخطيط وتوقع، ما يؤكد ان بعض الحيوانات قادر، على غرار الانسان، على التحسب للمستقبل
.
ولاحظ الباحثون على مدى عقد من الزمن قردا ذكرا من فصيلة الشمبانزي وهو
يجمع بهدوء حجارة ويشذبها على شكل اقراص لكي يرميها لاحقا على زوار حديقة
الحيوانات.
وشكلت هذه الملاحظات المتراكمة وغير المسبوقة الدليل على ان الحيوان قادر
مثل الانسان، على ان يتوقع الاحداث المستقبلية وان يتحسب لها، بحسب ما
اوضح معدو الدراسة التي نشرتها مجلة "كورينت بيولوجي" في عددها الصادر في
9 آذار/مارس.
وقال المشرف على هذه الدراسة ماثياس اوسفاث من جامعة لوند في السويد ان
"هذه الملاحظات تظهر بطريقة مقنعة ان ابناء عمومتنا القردة يتوقعون
المستقبل بطريقة شديدة التعقيد". واضاف ان "هذا الامر يدعو الى الاعتقاد
ان لديهم درجة من الوعي مرتفعة للغاية، بما فيها القدرة العقلية على تخيل
احداث مستقبلية محتملة
واكد اوسفاث ان "هذه الحيوانات لديها على الارجح عالمها الداخلي الخاص بها
على غرار البشر الذين يستعرضون في مخيلتهم مراحل من حياتهم الماضية او
يفكرون في المستقبل
واشار اوسفاث الى ان "قرود الشمبانزي التي تعيش في الطبيعة تجمع الحجارة
استباقا لهجوم، وهي على الارجح تخطط لكل هذا بشكل مسبق"، مضيفا "اعتقد
انها مضطرة لان تخطط لغالبية تصرفاتها اليومية
واكد المشرف على الدراسة انه وعلى الرغم من ان العلماء لاحظوا سابقا عددا
كبيرا من سلوكيات الشمبانزي، سواء تلك الموجودة في الاسر ام تلك الحرة في
الطبيعة، التي تؤشر الى ان هذه الحيوانات تخطط للمستقبل، الا انه كان صعبا
عليهم ان يتأكدوا ما اذا كانت تصرفات هذه الحيوانات استجابة لحاجة آنية او
استباقا لهدف ابعد في المستقبل