حتى أواخر القرن التاسع عشر، كانت العطور تستخدم
غالباً لتمويه رائحة الجسم، في زمن لم تتوافر فيه تسهيلات الاستحمام
والنظافة الشخصية. وكانت تستخرج من خلاصات أزهار ومواد طبيعية. أما اليوم،
فهي باتت تصنع من تشكيلة مواد كيماوية اصطناعية يستخرج معظمها من البترول،
ولكثير منها تأثيرات سُمّية على صحة الانسان. هنا عرض لأخطار كامنة في
العطور، ولمحة عن استهلاكها في المنطقة العربية.
في ماض غير بعيد، كانت منتجات «التجميل» الوحيدة المتوافرة لغالبية الناس
هي الصابون ومعجون الأسنان وبعض المراهم والمستحضرات البسيطة. أما حالياً،
فتشكل منتجات «العناية الشخصية» صناعة عالمية تدر على أربابها مئات بلايين
الدولارات (20 بليون دولار سنوياً في الولايات المتحدة وحدها). وتزدحم
رفوف المتاجر بهذه المنتجات، التي تحوي مواد ملوِّنة وحافظة ومنظِّفة
ومعطِّرة تبشرنا بحياة أكثر رونقاً وصحة. ولكن، خلافاً للوعود المدونة على
أغلفة هذه المنتجات، فان للكثير منها انعكاسات سلبية على صحتنا.
عبر التاريخ، استخرج الانسان مواد عطرة من النباتات والحيوانات، واستعملها
لأغراض متعددة، في ممارسة الشعائر الدينية، ودفن الموتى، ولحجب الروائح
الكريهة، وصنع مستحضرات مثيرة للشهوة الجنسية. وكانت العطور كماليات
ثمينة. وفي ثمانينات القرن التاسع عشر، أنتجت أول مواد عطرة مصنَّعة، ومنذ
ذلك الوقت أخذ الناس يستعملون مواد كيماوية على نطاق واسع لمحاكاة مواد
عطرة مستخرجة من الطبيعة. فباتت العطور أرخص ثمناً وأكثر انتشاراً، وتضاف
الى مجموعة كبيرة من المنتجات التجارية التي تراوح من مواد التنظيف الى
المناشف الورقية ومن الشموع الى أقمطة الأطفال.
التحول الى استخدام المكونات الاصطناعية في العطور سببه أنها أقل كلفة من
المكونات الطبيعية وأن انتاجها ممكن على مدار السنة، في حين أن مصدر
المكونات الطبيعية يعتمد على فصول السنة ومدى توافرها.
وقد أفادت الاكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة أن 95 في المائة
من المواد المستعملة في العطور اليوم تستخرج من البترول، بما في ذلك سموم
معروفة قادرة على التسبب بأمراض سرطانية وعيوب خلقية واضطرابات في الجهاز
العصبي المركزي وتفاعلات حساسية.
تعتبر تركيبات العطور من الأسرار التجارية، مما يعني أن الشركات المنتجة
ليست ملزمة الكشف عن المواد التي تحويها. وقد تم اختبار نحو 1300 مادة فقط
من أصل ما يزيد على 5000 مادة تستعمل في صنع العطور. وكون هذه المواد لا
تؤثر عليك الآن لا يعني أنك ستكون محصناً من تأثيراتها مستقبلاً، أو أنها
لا تؤثر على أشخاص مقربين اليك، مسببة لهم صداعاً أو مشاكل تنفسية. هذه
المواد الكيماوية تنتقل مباشرة الى مجرى الدم عند وضعها على بشرتنا. وهي
تتبخر باستمرار، فنتنشق أبخرتها التي تنتقل الى أدمغتنا حيث يمكن أن تتسبب
بأذى كبير، كما يمكن أن تؤثر في الرئتين والأنف والعينين.
المستغرب أن صناعة العطور، التي لا تخضع لأي أنظمة أو قيود، تستطيع أن
تضيف أي عدد من المواد الكيماوية الى منتجاتها من دون ان تكشف ماهيتها
وكيف تؤثر على الانسان. ويمكن أن تدخل 600 مادة كيماوية أو أكثر في صنع
عطر واحد. وتحوي العطور عدداً كبيراً من المواد السامة المنصوص عليها في
لوائح النفايات الخطرة. تتحد هذه المواد بعضها ببعض لتسبب عند الاستنشاق
أضراراً، منها: اضطرابات في الجهاز العصبي، ودوار وغثيان وصداع وإرهاق،
وفقدان التنسيق، واختلاط في اللفظ، ونعاس، وتهيج في الفم والحنجرة
والعينين والجلد والرئتين والمعدة والأمعاء، وتلف في الكليتين، وفشل في
جهاز التنفس، وأعراض وأمراض أخرى.
وأظهرت دراسات أن حالات من ضيق التنفس وأعراضاً شبيهة بنوبات الربو سببها
استنشاق العطور. ولدى كثير من المصابين بصداع نصفي (ميغرين) حساسية
للعطور، الى حد أن الذين يضعونها يثيرون لديهم نوبات فورية وحادة من
الصداع. وتشكل الكيماويات العضوية المتطايرة أكثر من 80 في المئة (وزناً
وقيمة) من المواد الأولية المستعملة في تركيبات العطور، وهي من ملوثات
الهواء الشائعة داخل المنازل ومهيجة لمجرى التنفس، وتتراكم في أنسجة
الانسان وفي حليب الأم. وقد صنف معهد الطب الأميركي العطور في مرتبة دخان
السجائر غير المباشر، الذي يتنشقه غير المدخِّن، كمثير لنوبات الربو لدى
الكبار والصغار. والأطفال أكثر عرضة من البالغين لتأثيرات المواد
الكيماوية الموجودة في العطور، بسبب صغر حجمهم وارتفاع معدل تنفسهم ورقة
بشرتهم. ومع ذلك تضاف المعطرات الى معظم منتجات الأطفال المنزلة اليه ...
غالباً لتمويه رائحة الجسم، في زمن لم تتوافر فيه تسهيلات الاستحمام
والنظافة الشخصية. وكانت تستخرج من خلاصات أزهار ومواد طبيعية. أما اليوم،
فهي باتت تصنع من تشكيلة مواد كيماوية اصطناعية يستخرج معظمها من البترول،
ولكثير منها تأثيرات سُمّية على صحة الانسان. هنا عرض لأخطار كامنة في
العطور، ولمحة عن استهلاكها في المنطقة العربية.
في ماض غير بعيد، كانت منتجات «التجميل» الوحيدة المتوافرة لغالبية الناس
هي الصابون ومعجون الأسنان وبعض المراهم والمستحضرات البسيطة. أما حالياً،
فتشكل منتجات «العناية الشخصية» صناعة عالمية تدر على أربابها مئات بلايين
الدولارات (20 بليون دولار سنوياً في الولايات المتحدة وحدها). وتزدحم
رفوف المتاجر بهذه المنتجات، التي تحوي مواد ملوِّنة وحافظة ومنظِّفة
ومعطِّرة تبشرنا بحياة أكثر رونقاً وصحة. ولكن، خلافاً للوعود المدونة على
أغلفة هذه المنتجات، فان للكثير منها انعكاسات سلبية على صحتنا.
عبر التاريخ، استخرج الانسان مواد عطرة من النباتات والحيوانات، واستعملها
لأغراض متعددة، في ممارسة الشعائر الدينية، ودفن الموتى، ولحجب الروائح
الكريهة، وصنع مستحضرات مثيرة للشهوة الجنسية. وكانت العطور كماليات
ثمينة. وفي ثمانينات القرن التاسع عشر، أنتجت أول مواد عطرة مصنَّعة، ومنذ
ذلك الوقت أخذ الناس يستعملون مواد كيماوية على نطاق واسع لمحاكاة مواد
عطرة مستخرجة من الطبيعة. فباتت العطور أرخص ثمناً وأكثر انتشاراً، وتضاف
الى مجموعة كبيرة من المنتجات التجارية التي تراوح من مواد التنظيف الى
المناشف الورقية ومن الشموع الى أقمطة الأطفال.
التحول الى استخدام المكونات الاصطناعية في العطور سببه أنها أقل كلفة من
المكونات الطبيعية وأن انتاجها ممكن على مدار السنة، في حين أن مصدر
المكونات الطبيعية يعتمد على فصول السنة ومدى توافرها.
وقد أفادت الاكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة أن 95 في المائة
من المواد المستعملة في العطور اليوم تستخرج من البترول، بما في ذلك سموم
معروفة قادرة على التسبب بأمراض سرطانية وعيوب خلقية واضطرابات في الجهاز
العصبي المركزي وتفاعلات حساسية.
تعتبر تركيبات العطور من الأسرار التجارية، مما يعني أن الشركات المنتجة
ليست ملزمة الكشف عن المواد التي تحويها. وقد تم اختبار نحو 1300 مادة فقط
من أصل ما يزيد على 5000 مادة تستعمل في صنع العطور. وكون هذه المواد لا
تؤثر عليك الآن لا يعني أنك ستكون محصناً من تأثيراتها مستقبلاً، أو أنها
لا تؤثر على أشخاص مقربين اليك، مسببة لهم صداعاً أو مشاكل تنفسية. هذه
المواد الكيماوية تنتقل مباشرة الى مجرى الدم عند وضعها على بشرتنا. وهي
تتبخر باستمرار، فنتنشق أبخرتها التي تنتقل الى أدمغتنا حيث يمكن أن تتسبب
بأذى كبير، كما يمكن أن تؤثر في الرئتين والأنف والعينين.
المستغرب أن صناعة العطور، التي لا تخضع لأي أنظمة أو قيود، تستطيع أن
تضيف أي عدد من المواد الكيماوية الى منتجاتها من دون ان تكشف ماهيتها
وكيف تؤثر على الانسان. ويمكن أن تدخل 600 مادة كيماوية أو أكثر في صنع
عطر واحد. وتحوي العطور عدداً كبيراً من المواد السامة المنصوص عليها في
لوائح النفايات الخطرة. تتحد هذه المواد بعضها ببعض لتسبب عند الاستنشاق
أضراراً، منها: اضطرابات في الجهاز العصبي، ودوار وغثيان وصداع وإرهاق،
وفقدان التنسيق، واختلاط في اللفظ، ونعاس، وتهيج في الفم والحنجرة
والعينين والجلد والرئتين والمعدة والأمعاء، وتلف في الكليتين، وفشل في
جهاز التنفس، وأعراض وأمراض أخرى.
وأظهرت دراسات أن حالات من ضيق التنفس وأعراضاً شبيهة بنوبات الربو سببها
استنشاق العطور. ولدى كثير من المصابين بصداع نصفي (ميغرين) حساسية
للعطور، الى حد أن الذين يضعونها يثيرون لديهم نوبات فورية وحادة من
الصداع. وتشكل الكيماويات العضوية المتطايرة أكثر من 80 في المئة (وزناً
وقيمة) من المواد الأولية المستعملة في تركيبات العطور، وهي من ملوثات
الهواء الشائعة داخل المنازل ومهيجة لمجرى التنفس، وتتراكم في أنسجة
الانسان وفي حليب الأم. وقد صنف معهد الطب الأميركي العطور في مرتبة دخان
السجائر غير المباشر، الذي يتنشقه غير المدخِّن، كمثير لنوبات الربو لدى
الكبار والصغار. والأطفال أكثر عرضة من البالغين لتأثيرات المواد
الكيماوية الموجودة في العطور، بسبب صغر حجمهم وارتفاع معدل تنفسهم ورقة
بشرتهم. ومع ذلك تضاف المعطرات الى معظم منتجات الأطفال المنزلة اليه ...